الاثنين، 27 يوليو 2020

الثبات على الحق

أن تعيش الإيمان بالله والالتزام بدينه وحدك خير من أن تشارك كثيرا من الناس فسقهم وفجورهم ومعصيتهم لله فتخسر الدنيا والآخرة،  ولك في إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة، فقد كان أمة وحده لمّا كان على التوحيد وكان الناس كلهم على الشرك، ويأتي بعض الأنبياء يوم القيامة ومعهم النفر والنفران ويأتي بعضهم وحده، فلا تستوحش طريق الحق ولو كنت وحدك ولا تغتر بكثرة الهالكين في طريق الباطل. وإن الإثم يبقى إثما حتى لو فعله كل الناس، ولو تأملت أكثر الناس في القرآن لوجدت أكثر الناس فاسقين أكثر الناس لا يحبون الحق أكثر الناس ظالمين... فكيف إذا كان في الناس خير كثير ولكنه مستقر في القاع كالجواهر التي تعيش في أعماق البحر الذي يرسب فيه لؤلؤه سفلا وتعلو فوقه جيفه، فحري حينها ألا ترضى بالبقاء وحيدا بل عليك أن تغوص في أعماق البحار لتخرج جواهره ونفائسه، هكذا هو الحق في كل زمان ينهكك بكل ما أوتي من قوة ليختبر التزامك وأصرارك عليه، فإن تمسكت به ذقت حلاوته وصرت شقيقه، لا تبالي بمن يزيغ عنه أو ينزعج منه، إنه الطريق الذي لا بديل عنه إنه السبيل إلى رضى الله والجنة.

الجمعة، 24 يوليو 2020

لا تكرهوا #البنات فإنهن المؤنسات الغاليات!

من نعم الله العظيمة على بني الإنسان أن وهبهم ذرية: ذكورا، وإناثا" ليستمر بها جنسهم، وتتواصل حياتهم، فوهب لمن شاء إناثا، ويهب الذكور لمن يشاء، وقد درج العرب في جاهليتهم على تفضيل جنس الذكور على الإناث، وعرف عنهم وأدهن، والاستياء منهن، فلما جاء الإسلام أعلى قيمة الإناث ورفع من شأنهن، وأمر بالإحسان إليهن، وكان هذا الأمر حاضرا في آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم حين استوصى بالنساء خيرا، بل إن الإسلام جعل الإناث سببا لدخول الجنة إذا أحسن إليهن الأب أو الأخ أو الابن، قال رسول الله ‏‏ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏: (مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة ) رواه أحمد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وكلما كثرت البنات كثرت الرحمة والعطاء الحسن في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ عال جاريتين (بنتين) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) رواه مسلم . فما أعظمها من منزلة أن تكون جارا للنبي صلى الله عليه وسلم في جنات الخلود. وليس الأمر مقصورا على البنات اللاتي من أصلابنا بل حتى الأخوات اللاتي هن أرحامنا قد استوصى بهن النبي خيرا عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ (ينفصلن عنه بتزويج أو موت)، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ - وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني . فلا تظلموا البنات ولا تظلموا الأخوات فمن ظلمهن أو أساء إليهن فقد عصى الله ورسوله، ﴿ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾[ النساء:  ١٤ ] ووالله إن الظلم لمن موجبات سخط الله على بني البشر، واستنزال العذاب بهم قال الله تعالى: ﴿ وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا ﴾[ الكهف:  ٥٩ ] وأي ظلم أشد من ظلم ذوي القربى، فقد قالوا قديما: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .....على النفس  من وقع الحسام المهند . فيا من رزقك الله بالبنات لا تكرههن وتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات) صححه الألباني. وهل من قلب أحن على الأب من قلب ابنته؟ وهل من صوت في البيت أجمل من صوت البنات؟ وهل من راحة في بيت خال من البنات؟ إنهن الرحمة التي وهبها الله لنا فلنشكر الله على عطاياه! ﴿ وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ ﴾[ إبراهيم:  ٧ ]، ويا من رزقك الله أختا تطوف على حاجتك بالليل والنهار، وتكرم أولادك، وتتحبب إلى زوجتك، وتدعو لك بظهر الغيب، أحسن إليها، وارحم حالها ووحدتها وضعفها، فقد جعل الله قوتها بك، فلا تخذلها ولا تكسر عودها، ولا تكن عونا للشيطان عليها! واتق الله فيها فإنك مسؤول عنها يوم القيامة، فاحسب لذلك اليوم حسابه، واذكر موقفك بين يدي الله! إن الإناث باب رحمة فتحه الله للرجال فلا يغلقه إلا ظالم أو جاحد، ولا يرد عطايا الكريم إلا اللئيم. فيا رب لك الحمد أن وهبت لنا، فبارك لنا فيما وهبتنا، وأعنا على الإحسان إليهن حتى نلقاك وأنت راض عنا.

الثلاثاء، 21 يوليو 2020

كلمة في الإعراض عن أمر الله وسنة نبيه!

من مصايد الشيطان التي يقع فيها كثير من الناس أن يقول الإنسان لما أمر الله به أو جاءت به سنة نبيه: هذا خلاف ما عليه الناس، أي أن الناس لا تألف هذا ولا تعتاد العمل به، وكأن فعل الناس هو الحكم على صحة العمل أو بطلانه، وقد ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله خبرا في ذلك عن عبد الله بن الحسن رضي الله عنهما فقال: كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة، قال: فتذاكروا يوماً السنن، فقال رجل كان فى المجلس: ليس العمل على هذا، فقال عبد الله: "أرأيتَ إن كثُرَ الجهالُ، حتى يكونوا هم الحكامَ، أفهم الحجةُ على السنة؟ "، فقال ربيعة: "أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء". إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ١/ ٢٠٧.
وهذا والله جواب مفحم لا أراه يجاوز هذا الزمان الذي ضُيِّعتْ فيه فرائضُ كثيرةٌ ناهيك عن السنن، ولا حجة لمضيعيها إلا فعل الجهال والفسقة والمضلين الذين ارتفعت عقيرتهم وعلا شأنهم وصارت لهم منابر وقنوات يدعون فيها إلى كل إفك وضلال، ويحلون فيها ما حرم الله، ويسلخون الناس من دينهم ومن الاهتداء بهدي نبيهم ﷺ  ولا حول ولا قوة إلا بالله.  متذرعين بقول فلان أو فلان اتباعا لأهوائهم وكرها لما أنزل ربهم بعدما ضاقت نفوسهم بالحق والفضيلة، فما عادت تنشرح بالإسلام، بل تتحرج منه وتضيق به، ويخشى على هؤلاء أن ينطبق عليهم قول الله ﷻ (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون). الأنعام ١٢٥.
اللهم اشرح صدورنا بالإسلام، واجعلنا طائعين لك، منقادين لشرعك ولسنة نبيك، وأمتنا على ذلك.

السبت، 11 يوليو 2020

كلمةٌ في الغُلوِّ والتَّطرُّفِ والتَّنطُّعِ.

من أعجب العجب في هذا الزمان أن يُتهم الإنسانُ الملتزمُ بدينه بالتطّرف والتشدُّد والغلوّ، لا لشيء إلا لأنّ من يتهمه بهذا بعيدٌ كلّ البعد عمّا فرضه الله عليه، بل إنه يخوض في وحل المعاصي، ويتّبع هوى نفسه، ورُخصَ المُضلِلِين الذين لم يُبقوا من حدود الله شيئا إلا تعدوه زورا وبهتانا، فما هو الغُلوُّ والتطرُّفُ الذي نُهينا عنه؟ 
يُجيب عن هذا السؤال الشيخ ابنُ بازٍ رحمه الله قائلا:
‏الحد الذي إذا زاد عليه في الدين يعتبر غلوا هو الزيادة عن المشروع، والغلو هو: التعمق في الشيء والتكلف فيه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو فقال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح. ا.هـ
ولعل قصة الثلاثة الذين استقلوا عبادة النبي ﷺ شاهد واضح على الغلو والتطرف، فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك، فعن أنس - رضي الله عنه - قال : جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أُخبِروا بها كأنهم تقالوها؛ فقالوا : أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ ! .

فقال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا . وقال الآخر : أنا أصوم النهار أبدا ، ولا أفطر . وقال الآخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ ! أما والله إنّي لأخشاكم لله ، وأتقاكم له ، لكنّي أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه .
هذا هو الاعتدال: أن تتبع النبي فيما أنزل عليه ولا تبالغ فيه فتُحَرِّم ما أباحه الله حتى ولو كان على نفسك، هذا هو دين الله كما أُنزل على محمد ﷺ وهو أعرف الناس بالله، وليس الاعتدال ترك الدين بفرائضه وسننه وحدوده، بحجة نبذ التطرف أو توخي الاعتدال، بل هو التمسك بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ ولو لم يُرضِ ذلك أهلَ الفسوق والعصيان، فهذا هو الاختبار الحقيقي للمؤمن، أن يتمسك بدينه ولو تركه كل الناس، ويقبض على الجمر إرضاء لله، ولا تغرُّه الدنيا ولا دعاة جهنم. وإنّ الذين يدَّعون الاعتدال بالتحايل على حدود الله وتأويلها بعيدا عن مُراد الله ورسوله فأولئك هم المُتطرِّفون المتنطِّعون في الباطل، والمبالغون في اتباع أهوائهم وشهواتهم، ﴿ أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾[ الجاثية:  ٢٣ ].
اللهم اهدنا للحق وثبتنا عليه ولا تمتنا إلا على الإسلام.

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...