السبت، 30 يناير 2021

الجهر بالذكر عقب الصلاة

رفع الصوت بالذكر عقب الصلاة

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنها: «أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي ﷺ " . 
وقال ابن عباس: «كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته ) - وفي لفظ: «ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله إلا بالتكبير» . الأحاديث في البخاري ومسلم.
 الذكر عقب الصلاة مأمور به بنص القرآن، قال الله تعالى:( فإذا قضيتم الصلاة فأذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم). النساء: ۱۰۳، أي في أي حال من الأحوال، حتى لو أن الإنسان سلم وانصرف ومشى، فليذكر الله وهو يمشي لقوله: «فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم».

وأكثر العلماء وإن لم يكن كل العلماء على أن الذكر ليس بواجب، ولكن سنة مؤكدة، فيبتدئ بالاستغفار، فيستغفر الله ثلاثا لأنه الصق بالصلاة، إذ إن هذا الاستغفار من أجل ما حصل في الصلاة من خلل، فلا يخلو الإنسان من تقصير فيستغفر الله ثلاثا ثم يقول بعد هذا: اللهم أنت السّلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وإنما يثني على الله عز وجل باسم السلام من أجل التوسل به إلى سلامة صلاته من النقص.

وقوله: فاذكروا الله ، مجمل غير مفصل ، أي لم يبين فيه ما يذكر الله به، ولكن السنة بينت ذلك، لأن السنة تبين مجمل القرآن، فبين الرسول عليه الصلاة والسلام بسنته القولية والفعلية نوع هذا الذكر، وعدده، وكيفيته. 
إذن الذكر بعد الصلاة مشروع بالقرآن والسنة وعمل السلف. قوله: «أن رفع الصوت»، أي بحيث يسمع، ويقال: رفع صوته. وقوله : بالذكر»، أي المشروع بعد الصلاة. وقوله : حين ينصرف الناس من المكتوبة»، أي حين يفرغون منها. وقوله: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك»، أي بانقضاء الصلاة، أو بالذكر إذا سمعته، وذلك لأن ابن عباس رضي الله عنهما، كان من الصغار، وكان يكون في آخر الناس وفي لفظ: «ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله ﷺ إلا بالتكبير»، فكأن هذا يوحي بأن التكبير أعلى من التسليم، ويجوز أن يكون معنی ما نعرفه إلا بالتكبير أي بتكبير الناس فنسمع المؤخر من الناس، فلا يكون هنا دليل على أن رفع الصوت أعلى من التسليم.

من فوائد الحديث
مشروعية رفع الصوت بالذكر عقب الفريضة. 
شرح عمدة الأحكام لابن عثيمين رحمه الله ٢/ ٢٥٣-٢٥٤. 
ولا يكون رفعا مزعجا فإن هذا لا ينبغي ، ولهذا لما رفع الناس أصواتهم بالذكر في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام في قفولهم من خيبر قال : ( أيها الناس ، أربعوا على أنفسكم ) ، فالمقصود بالرفع ، الرفع الذي لا يكون فيه مشقة وإزعاج " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (13/247، 261).

أما كونه جماعيّاً بحيث يتحرى كل واحد نطق الآخر من أوله إلى آخره وتقليده في ذلك : فهذا لا أصل له ، بل هو بدعة ، وإنما المشروع أن يذكروا الله جميعا بغير قصد لتلاقي الأصوات بدءاً ونهاية " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (11/191) .

السبت، 23 يناير 2021

من أقفال القلوب

كثير مِنَ الناس يقرأ القرآن ‏في رمضان وفي أيام الجمعة، وربما كل يوم، ولكنه لا يفقه منه شيئا بحيث إذا سألته ماذا قرأت؟ يقول لك: لا أدري. فقراءته للقرآن قراءة سردية، يبتغي بها الأجر والمزيد من الحسنات وهذا أمر يحمد عليه ويحسب له، ولكنه يتعجل فيه ليصل إلى آخر الورد دون تدبر ولا تمعن، والله سبحانه أنزل القرآن لتدبره والعمل به قال الله تعالى:﴿ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾[ ص: ٢٩ ]، ثم يتبع التدبرَ العملُ والاتباعُ ﴿ وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ﴾[ الأنعام: ١٥٥ ]، فإذا كانت القراءة لا تفيد تدبرا فهي من باب أولى لا تفيد عملا، وما ذاك إلا لموانع تضرب على القلب فتقفله، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ ﴾[ محمد: ٢٤ ]
ومن أبرز موانع تدبر القرآن _وهي كثيرة_ ما ذكره ابن القيم رحمه الله:

«من موانع التدبر: الغناء فهو يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن ، وتدبره ، والعمل بما فيه ؛ فالقرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً ؛ لما بينهما من التضاد ، فالقرآن ينهى عن إتباع الهوى ، ويأمر بالعفة ، ومجانبة الشهوات ، ‏والغناء يأمر بضد ذلك كله ، ويحسنه ، ويهيج النفوس إلى الشهوات ، فيثير كامنها ، ويحركها إلى كل قبيح».
 إغاثة اللهفان ص ٢٤٨.
وقلت هو أبرز الموانع لأنه مما فشا وانتشر في هذا الزمان، وظهر من يجيزه من أصحاب الفتاوى الشاذة الذين يخالفون جمهور العلماء بأقوالهم اتباعا لرغبات أهل الأهواء والبدع، وابتغاء الدنيا وما في أيدي الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
فيا أيها المسلم الكريم قلبك وعاؤك فاختر بماذا تملؤه؟ وبماذا تتقرب إلى الله؟

السبت، 9 يناير 2021

شيء من السعادة!


قد يتفق معي كثير من الناس أن #السعادة إحساس قبل كل شيء، إحساس يكسب قلبك رقة، وروحك خفة، وجسدك طهارة، فلو ملكت الدنيا بأكملها ولم تشعر بهذا فلن تكون من السعداء فيها، وملاكها جميعا طمأنينة القلب، وهو مفتاح السعادة في الدنيا، (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فكلما زدت من ذكر الله اقتربت من طمأنينة القلب، لأن الذكر يغسل القلوب ويطهرها، وينكت فيها نكتة بيضاء، حتى تصفو وترق، وبعدها تحلو لك الدنيا وتعيش في نعيمها ولو كنت أشقى الناس وأفقرهم، وحينها تفوز بلذة السعادة بالدنيا، ولكنها سعادة ممتدة إلى الآخرة دار القرار والخلود، وللآخرة سعادة أخرى ولكنها أبدية دائمة، ولها مفاتيح لا تخفى على من سلك طريق الإيمان ولزم مسالك الحق، ولعل أهم مفاتيحها ثلاثة: التواضع في الدنيا والخضوع التام لله عز وجل، واجتناب الفساد بكل مناحيه، وبكل صوره، وسلوك طريق التقوى بالتزام أوامره، واجتناب مناهيه، (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين).
اللهم أذقنا سعادة الدارين، ولا تحرمنا ذكرك، وقربك.
#ذكريات

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...