الاثنين، 6 أبريل 2020

كم أعشق سورة الكهف!

لأن فيها كمًا كبيرًا من الدروس والعبر التي تمس حياتنا كل يوم.
ومن أعظم الدروس التي تشدني دائما تلك التي ختمت بها السورة في مزاوجة جميلة بين صورة الإيمان والكفر، بين الصالحين والطالحين. أولئك الذين غرتهم الحياة الدنيا وخدعوا ببهجتها وزخرفها وظنوا أن ما آتاهم الله من زينتها إنما هو عن رضى واستحقاق لأنهم يحسنون الصنع في ظنهم ويحسبون أنهم على الحق المبين وهم على الباطل ولكنهم لا يشعرون فهؤلاء أضل الناس في الدنيا (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). وهذه الكلمات كثيرا ما نسمعها من الغاوين الذي غرهم ستر الله عليهم وفضله ورحمته فنجدهم يهزؤون بالذين آمنوا مازحين بقولهم: إنهم سيدخلون الجنة قبل المؤمنين، فيجيبهم المولى سبحانه ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)). هؤلاء المستهزئون إنما يهزؤون بالله وآياته ورسله والعياذ بالله فلا وزن لهم يوم القيامة وحبطت أعمالهم جميعها وجزاؤهم النار بما كانوا يصنعون.
والصورة الأخرى في هذه المزاوجة العظيمة هي صورة المؤمنين العاملين الصابرين المحتسبين فهؤلاء نزلهم الجنة وليس أي جنة بل جنة الفردوس خالدين فيها أبدا متنعمين أمنين لا يبغون لها بديلا ولا عوضا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) .
ثم يختم سبحانة بأعظم خاتمة بقانون النجاة في هذه الدنيا وقانون الخلود في الآخرة، قانون قائم على ركيزتين عظيمتين: العمل الصالح، وتوحيد الله وعدم الشرك به، (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) 
اللهم إنّا نسألك عملا صالحا يرضيك عنا فتقبله منا وتوحيدا خالصا لا تشوبه شائبة لغيرك.

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...