الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

(هلا وليدي)


(هلا وليدي)
كنت أنتظر هذه الكلمات ‏اليوم حين دخلت بيتَكِ ونظرت الى ذلك الكرسي الذي اعتدت أن أراكِ فيه فأنحني كي اقبل راسكِ، ولكن خاب رجائي هذه المرة، فقد خلت الدار من أمها، ‏وخلا الكرسي من طيب عطرك وكلماتك التي طالما طابت بها مسامعنا يا أم الخير! يا أم الحنان! يا أم الطيبة والأخلاق! تركت في قلبي ‏وفي قلب كل من عرفك ألما عميقا حين غادرت حياتنا، ما كنت أظن أنّ اليوم الذي سوف تغادرين فيه قريب إلى هذا الحد.
‏ ‏قبل أربعة عشر عاما نثرتِ فوق راسي قطع الحلوى وزغردت ملءَ فيكِ فرحا بعرسي وابتهاجا بفرحي وأنا اليوم لا أجد شيئا أنثره عليك إلا أن أهيل التراب ‏وهو أكرم ما ينثر في هذا اليوم، وقفت على قبرك وقلبي يعتصر ألما وحزنا على فراقك وعيني لا تبارحها الدموع، فوددت لو توسدت ‏التراب بدلا عنك ولو أضفيت على عمرك سنين من عمري كي لا اذوق لوعة فراقك، ما كنت احسب أني أجد أمّا ‏أخرى غير أمي التي ولدتني. ما كنت احسب أن امرأة قبلك يتسع قلبها لهذا العدد من الناس. ‏وسعت الكل بعطفك وحنانك وكرمك حتى بلغ خيرك ارضا لم تطأها قدمك وبلغت برجاحة عقلك ما لم يبلغه كثير من الرجال.
 كنا حين تزلزلنا ‏الحياة نلجأ بعد الله إليك فتفتحين لنا ألف باب لحلها برجاحة عقلك وطول بالك وثقتك بربك. ما أجمل كلماتك حين كنت تقولين: (وليدي الله يحلها، وليدي اللي يجي من الله كله خير، ‏وليدي تهون) سبحان من خلقك سوية بين النساء! سبحان من زينك بطيب الأخلاق وحسن التصرف! ‏
‏يا أم الخير رحلت عن الدنيا ولكنك لم ترحلي ولن ترحلي عن قلوبنا أبدا ما زال حتى الطفل الصغير يذكرك ويراك في أحلامه فيفيق لاهجا باسمك.
 يا أم الخير أرجو أن تكوني الآن في خير دار، ‏أرجو أن ألقاك غدا في جنان ربنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
 طبت حيَّةً وميّتةً يا أم سلام، وعصام، ومحمد، وزهير، وعلي، وشذا يا أمنا جميعا.
‏أشهد أنك كنت امرأة صالحة تحبين الخير للناس جميعا تؤثرين كل الناس على نفسك تدعين بالخير للجميع تفيض يداك بما فيها لمن يحتاج إليك، تصلحين بين الناس، ‏تسعين بما يرضي الله، تتلين كتاب الله أناء الليل وأطراف النهار، وكان آخر عهدك من الدنيا كتاب الله وسورة يس فطيبي نفسا وقري عينا وارقدي بسلام.
ابنك الذي لن ينساك أبدا
هشام.

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...