الجمعة، 24 يوليو 2020

لا تكرهوا #البنات فإنهن المؤنسات الغاليات!

من نعم الله العظيمة على بني الإنسان أن وهبهم ذرية: ذكورا، وإناثا" ليستمر بها جنسهم، وتتواصل حياتهم، فوهب لمن شاء إناثا، ويهب الذكور لمن يشاء، وقد درج العرب في جاهليتهم على تفضيل جنس الذكور على الإناث، وعرف عنهم وأدهن، والاستياء منهن، فلما جاء الإسلام أعلى قيمة الإناث ورفع من شأنهن، وأمر بالإحسان إليهن، وكان هذا الأمر حاضرا في آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم حين استوصى بالنساء خيرا، بل إن الإسلام جعل الإناث سببا لدخول الجنة إذا أحسن إليهن الأب أو الأخ أو الابن، قال رسول الله ‏‏ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏: (مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة ) رواه أحمد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وكلما كثرت البنات كثرت الرحمة والعطاء الحسن في الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ عال جاريتين (بنتين) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) رواه مسلم . فما أعظمها من منزلة أن تكون جارا للنبي صلى الله عليه وسلم في جنات الخلود. وليس الأمر مقصورا على البنات اللاتي من أصلابنا بل حتى الأخوات اللاتي هن أرحامنا قد استوصى بهن النبي خيرا عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ (ينفصلن عنه بتزويج أو موت)، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ - وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني . فلا تظلموا البنات ولا تظلموا الأخوات فمن ظلمهن أو أساء إليهن فقد عصى الله ورسوله، ﴿ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾[ النساء:  ١٤ ] ووالله إن الظلم لمن موجبات سخط الله على بني البشر، واستنزال العذاب بهم قال الله تعالى: ﴿ وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا ﴾[ الكهف:  ٥٩ ] وأي ظلم أشد من ظلم ذوي القربى، فقد قالوا قديما: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .....على النفس  من وقع الحسام المهند . فيا من رزقك الله بالبنات لا تكرههن وتذكر قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات) صححه الألباني. وهل من قلب أحن على الأب من قلب ابنته؟ وهل من صوت في البيت أجمل من صوت البنات؟ وهل من راحة في بيت خال من البنات؟ إنهن الرحمة التي وهبها الله لنا فلنشكر الله على عطاياه! ﴿ وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ ﴾[ إبراهيم:  ٧ ]، ويا من رزقك الله أختا تطوف على حاجتك بالليل والنهار، وتكرم أولادك، وتتحبب إلى زوجتك، وتدعو لك بظهر الغيب، أحسن إليها، وارحم حالها ووحدتها وضعفها، فقد جعل الله قوتها بك، فلا تخذلها ولا تكسر عودها، ولا تكن عونا للشيطان عليها! واتق الله فيها فإنك مسؤول عنها يوم القيامة، فاحسب لذلك اليوم حسابه، واذكر موقفك بين يدي الله! إن الإناث باب رحمة فتحه الله للرجال فلا يغلقه إلا ظالم أو جاحد، ولا يرد عطايا الكريم إلا اللئيم. فيا رب لك الحمد أن وهبت لنا، فبارك لنا فيما وهبتنا، وأعنا على الإحسان إليهن حتى نلقاك وأنت راض عنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...