الأحد، 5 أغسطس 2018

انهيار الغرب الوشيك!

انهيار الغرب!
من أبرز الفتن التي تعترض المسلمين اليوم هي فتنة الحضارة الغربية وتطورها المزعوم واغترار الكثير من المسلمين بها ناهيك عن الدول الإسلامية التي صارت تتخذها أنموذجا في الحياة العصرية المتقدمة في بهرجها المنشود، وتسميها العالم الأول ونحن العالم الثالث، بل قد تحالف الكثير من القادة الذين يدعون الإسلام معها وانقادوا لمشاريعها في بلادنا، واستسلموا لمخططاتها في التنمية والاقتصاد والسياسة، ووقعوا ضحايا لصندوقها المسمى صندوق النقد الدولي، ظانين أن هذه الحضارة باقية دائمة، مغترين بما يرونه من حاضرها وما تعرضه وسائل الإعلام التابعة لها والمطبلة لثقافتها، غير عارفين أن هذه الحضارة ما هي إلا برج من ورق مبهرج بألوان براقة خادعة، لا يقوم على أساس قويم من أسس الحضارة وقيمها ومبادئها، فأصبحنا نرى المسلمين اليوم ينخلعون من حضارتهم وينسلخون من دينهم ويتحللون من كل شيء طمعا في تلك الحضارة الزائفة وبهرجها الزائف، بل ويدافعون عن قيمها المهلهلة كأنهم أبناؤها الذين انحدروا من صلبها، بأسماء فضفاضة وشعارات خداعة يطبل لها العلمانيون والليبراليون صباح مساء، في الوقت الذي بدأ الغرب نفسه يخشى من انهيار دوله واتحاداته ويظهر عداوته لنا ولديننا ولبلادنا جهارا ويسمينا بالاسم في ما يسمونه زلات لسان سياسية كما فعل بوش الابن حين ذكر أن الحرب ضد العراق حرب صليبية، وصرح ترامب أن الحرب ضد المسلمين أنفسهم وليست ضد الإرهاب وحده، وبدأ فعلا بإجراءاته ضد المسلمين في أميركا، وغيرهما كثير، ومع هذا نسمع الكثير من الأبواق التي وصلت اليوم إلى الخليج العربي وإلى مهد الوحي والنبوة، لتنشر قيم الغرب وترهاته بين أبناء الجزيرة التي طهرها الله من الشرك وأهله وهم يسعون اليوم إلى إعادته بكل وسائل الفساد والمجون والإلحاد، ومع كل الدلائل والمؤشرات التي تدل على أن الإسلام هو القوة الصاعدة في المستقبل وأن الغرب يوشك أن يزول إلا أن الكثير ممن يحسبون على الإسلام لا يزالون يطبلون ويزمرون للغرب ولحضارته الزائلة، ونحن كمسلمين لا نحتاج إلى أي دليل بعد كلام الله ورسوله ليثبت لنا أن المستقبل لهذا الدين وأنه مهما طال وقوع الظلم علينا وطال ابتعادنا عن ديننا فلابد أن يأتي اليوم الذي يثوب المسلمون فيه إلى رشدهم ويتمسكوا بدينهم من جديد ثم ينهضوا ويعلوا فقد أمرنا الله بالعزة والاستعلاء حين قال : ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. فلو أننا استعلينا بالإيمان وتمسكنا به لما وصلنا إلى هذا الحد من الذل والهوان...
وإليكم هذا الملخص الذي يبين كثيرا من الحقائق عن ضعف الحضارة الغربية واقتراب زوالها كما وعد الله ورسوله، جاء في كتاب المسلمون والحضارة الغربية:
(المفكرون الأمريكيون يتوقعون لأميركا الدمار، وبعضهم يقول: إن أزمتها مثل أزمة اليونان، والمفكرون الأوربيون أنفسهم يتوقعون لأوربا انهيارا قادما.
واليوم نجد اليونان وإسبانيا وغيرها تعاني من الأزمات الاقتصادية والسياسية العنيفة، كما أن الاتحاد الأوربي قابل للإنهيار، وقد خرجت منه بريطانيا وسوف يخرج غيرها، والفرنسيون يعانون من أزمات متلاحقة، واضطرابات، وأعمال شغب، ومظاهرات، وسخط على الحكومة.
وأكثر الاقتصاديات الغربية تماسكا هو الاقتصاد الألماني، ومع ذلك تجد في ألمانيا اضطرابات داخلية، مع تحملها لمشاكل بقية دول الاتحاد الاقتصادية، وينتشر في ألمانيا الاتجاه اليميني الذي يسمونه الشعبوي وهو نوع جديد من الشعوبية الصريحة في عداوتها للإسلام.
وفي أوربا استقطاب حاد بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف، وهذا الواقع يصحح قول رامسفيلد عنها "القارة العجوز" غير أن الانهيار نفسه يواجه أمريكا اليوم.
وليس هناك تناغم بين المجموعات الأوربية الكثيرة، كالبرلمان الأوربي والمجلس الأوربي لكذا، فضلا عن الوحدة العامة التي يطمح إليها الاتحاد الأوربي، واليورو في هبوط، وكثير من دول الاتحاد الأوربي تقول: إن كونها منفردة أفضل من من الاتحاد الأوربي، مع ما في أوربا الصليبية من انقسامات داخلية ومعاملة سيئة للا جئين تقض مضاجع المنظمات الحقوقية، لاسيما وإن الأوربيين يُغرقون اللاجئين في البحر والسياسة الأوربية مناقضة لما يرفعونها من الشعارات، ولذلك يصدق فيهم ما يقوله عنهم الرئيس السوداني والرئيس التركي...
وأوربا حائرة بين إيمانها المزعوم بحقوق الإنسان وحرية التدين، وبين محاربة ما يسمى الإرهاب وإدماج المسلمين في المجتمعات الأوربية!
وهي تدفع فاتورة الظلم الأمريكي لشعوب الشرق والشعوب الأفريقية وتشكون من تدفق سكان مستعمراتها السابقة إليها، وتعاني ما يعانيه الأمريكان من آفات الحضارة العلمانية كالعنصرية وشرب المسكرات وتعاطي المخدرات والانتحار والأمراض العصبية والتعري والدياثة والقلق واليأس والعدمية أو العبثية وانتشار أفكار اللامعقول، والنظريات الغربية، وهكذا من أعرض عن ذكر الله لا بد له من المعيشة الضنك.
وهذا غير التضاريس الأوربية القاسية، والموقع الجغرافي السيئ وغير الظروف المناخية المتقلبة والرعب الدائم والجفاف القادم والأحزاب المتعارضة والفلسفات المتناقضة).
========================
ينظر: المسلمون والحضارة الغربية 91-92.

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...