﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [القصص: ٤۹] وهذا ديدن الأنبياء ومن تبعهم على الحق أن يذعنوا لما أنزل الله وأن يحكموا به ويتحاكموا إليه وحده، لا إلى عقولهم ولا إلى أهوائهم، والحق أن كل من خالف الرسل والأنبياء ولم يستجب لهم ولسنتهم فإنما خالفهم لهوى في نفسه، وهذا الهوى قاده إلى الضلال، لقوله سبحانه: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: ٥۰]
وذلك سارٍ في كل الأمم فقد خالف اليهود أنبياءهم حتى عبدوا العجل، وخالف النصارى نبيهم وبالغوا في تعظيمه حتى اتخذوه إلها، وخالف قوم نوح حتى عبدوا الصالحين فاتخذوا ودا وسواع ويغوث ويعوق ونسرا آلهة بعدما بالغوا في تعظيمهم، وهذا شأن كل من يخالف الأنبياء والرسل بعقله أو بهواه يستدرجه الشيطان فيزين له المخالفة ثم يسول له المحدثات في الدين ثم يستدرجه لما هو أكبر من ذلك والعياذ بالله!
نسأل الله العفو والعافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق