السبت، 23 يناير 2021

من أقفال القلوب

كثير مِنَ الناس يقرأ القرآن ‏في رمضان وفي أيام الجمعة، وربما كل يوم، ولكنه لا يفقه منه شيئا بحيث إذا سألته ماذا قرأت؟ يقول لك: لا أدري. فقراءته للقرآن قراءة سردية، يبتغي بها الأجر والمزيد من الحسنات وهذا أمر يحمد عليه ويحسب له، ولكنه يتعجل فيه ليصل إلى آخر الورد دون تدبر ولا تمعن، والله سبحانه أنزل القرآن لتدبره والعمل به قال الله تعالى:﴿ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾[ ص: ٢٩ ]، ثم يتبع التدبرَ العملُ والاتباعُ ﴿ وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ﴾[ الأنعام: ١٥٥ ]، فإذا كانت القراءة لا تفيد تدبرا فهي من باب أولى لا تفيد عملا، وما ذاك إلا لموانع تضرب على القلب فتقفله، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ ﴾[ محمد: ٢٤ ]
ومن أبرز موانع تدبر القرآن _وهي كثيرة_ ما ذكره ابن القيم رحمه الله:

«من موانع التدبر: الغناء فهو يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن ، وتدبره ، والعمل بما فيه ؛ فالقرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً ؛ لما بينهما من التضاد ، فالقرآن ينهى عن إتباع الهوى ، ويأمر بالعفة ، ومجانبة الشهوات ، ‏والغناء يأمر بضد ذلك كله ، ويحسنه ، ويهيج النفوس إلى الشهوات ، فيثير كامنها ، ويحركها إلى كل قبيح».
 إغاثة اللهفان ص ٢٤٨.
وقلت هو أبرز الموانع لأنه مما فشا وانتشر في هذا الزمان، وظهر من يجيزه من أصحاب الفتاوى الشاذة الذين يخالفون جمهور العلماء بأقوالهم اتباعا لرغبات أهل الأهواء والبدع، وابتغاء الدنيا وما في أيدي الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
فيا أيها المسلم الكريم قلبك وعاؤك فاختر بماذا تملؤه؟ وبماذا تتقرب إلى الله؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...