الأربعاء، 16 أغسطس 2017

عذرا للأقصى

بسم الله الرحمن الرحيم
على الرغم من كل الأوضاع السيئة التي تمر بها الأمتان الإسلامية والعربية إلا أننا لا ننسى الأقصى ولن ننسى القدس، فما من مسلم على وجه الأرض إلا وتهفو نفسه إلى الديار المقدسة إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وما من مسلم إلا وترنو نفسه إلى مقارعة اليهود في تلك الديار، ورفع راية الإسلام فوق قبابها ومبانيها، واليوم بعد أن اطمأن اليهود إلى أن العرب أمة فارغة يحركها مزمار في بيروت، وراقصة في القاهرة أكثر مما يحركها انتهاك مسرى نبيها،  شرعوا في التجاوز على كل المقدسات علانية فمنعوا أهل بيت المقدس من الصلاة في الأقصى وظنوا أن الخونة من حكامنا سيمنعونا منهم وقد فعلوا، فقد شُغلنا في أغلب بلادنا العربية بمقارعة حكامنا الخونة الظلمة الذين لم يراعوا فينا إلًّا ولا ذمة فضلا عن أن يراعوها في دين الله ومسرى نبيه، وقد قتلوا منا أكثر مما قتلوا من اليهود المحتلين وأكثر من كل أعداء الأمة ومستعمريها، فهم أسود علينا ونعام على أعدائنا، يرفعون شعارات المقاومة والممانعة ولا يقتلون بها سوانا، يؤسسون فيالق باسم القدس ولا يدمرون بها إلا بلادنا، وها نحن نرى بين الفينة والأخرى عدونا يعتدى على مقدساتنا وبلادنا في فلسطين، مرةً في غزة وأخرى في القدس ولا نفعل شيئا إلا التحسب والتحوقل وذرف الدموع كالنساء، وكل يوم تضعف بلداننا وتخور قواها من هول ما تشهده من حروب ونزاعات داخلية يشعلها الخونة منا بدفع من أعدائنا لكي تُبقي جسد الأمة ضعيفا مريضا خائر القوى ليستنزفوا منه ما يشاؤون وليبقى ذلك الوباء المستفحل (إسرائيل) ينخر في أجسادنا ويعيش على مأساتنا، ولكننا ولكي لا يأخذنا اليأس ولا نكذب الوعد الذي وعدنا به على لسان نبينا بفتح القدس بعد مقاتلة اليهود والانتصار عليهم، نقول: إن لكل معركة ساحتها، وسلاحها، ورجالها.
والساحة معروفة وكذلك السلاح ولكن الاعتماد بعد الله على أولئك الرجال الذين هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لا يزالون ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة لا يضرهم خذلان من خذلهم. هؤلاء الرجال أنتم أيها المقدسيون أنتم المرابطون في أرض الرباط والجهاد لا يضركم خذلان ملوك العرب وقادتهم، لا يضركم من يتاجر بقضيتكم ومأساتكم، لا يضركم من يوالي عدونا وعدوكم، فحسبكم أن الله وعدكم بالنصر ورسوله وعدكم بالنصر وحسبكم أن قلوب المسلمين وألسنتهم تلهج لكم بالدعاء صباح مساء، فكم من شاب يذرف الدمع مدرارا لأنه قد حيل بينه وبين الوصول إليكم، وكم من شيخ يسح الدمع ألما لما يصيبكم ويرفع أكفه إلى خالق السماء والأرض متضرعا لكم بالدعاء، وكم من طفل يتغنى بكم وبصمودكم وينشأ على حبكم ينشد لكم ويتربى على بطولاتكم، فلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالنصر والتمكين بإذن الله لقد رأينا وقفتكم قبل جمعتين أمام جحافل اليهود وإصراركم على الصلاة في الأقصى وأنتم أعزة ورؤوسكم مرفوعة أعلى من أبراج من خذلكم، وقد أعزكم الله وأذل عدوكم وصدحت حناجركم بالتكبير والتهليل على رغم أنوف من ظلمكم وخذلكم، وما هذا إلا يوم من أيام الجهاد والدفاع والقتال في سبيل الله وإعلاء لكلمته حتى تكون وحدها العليا، فلله دركم! ولله صبركم! ولله صمودكم! واعذرونا يا أخوتنا اعذروا عجزنا عن الوفاء لبيت المقدس وللأقصى ثم لكم، اعذروا ضعفنا وتأخرنا في إزاحة هؤلاء الخونة من حكامنا فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، واعلموا أن لا ملجأ إلا إلى الله، وأنكم حين تبلغون حد اليأس من كل سبب إلا من الله فحينها سيأتي نصر الله ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ). وسيأتي اليوم الذي نصلي فيه معكم في الأقصى مكبرين مهللين لربنا حامدين، وما ذلك على الله ببعيد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعانة الكفار على المسلمين

الملخص: من نواقض الإسلام التي يحكم بردة صاحبها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَ...