الإِفْك: الْكَذِبُ.
يُقَالُ: أَفَكَ كَذَبَ. وأَفَكَ الناسَ: كَذَبَهُمْ وحدَّثهم بالباطل
فَيَكُونُ أَفَكَ وأَفَكْتُه مِثْلَ كَذَب وكَذَبْته.
والإِفْك: الإِثم. والإِفْكُ: الْكَذِبُ، وَالْجَمْعُ الأَفَائكُ. وَرَجُلٌ
أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك: كَذَّابٌ.
والإفك: كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه، ومنه قيل للرياح العادلة
عن المهابّ: مُؤْتَفِكَة.
تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا كَثُرَتِ
المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زَكَا زَرْعُهَا؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:
وجَوْن خَرقٍ بِالرِّيَاحِ مُؤتَفك
أَي اخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيَاحُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.
قال تعالى: وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ [الحاقة/ 9]
وقوله تعالى: قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة/ 30] أي:
يصرفون عن الحق في الاعتقاد إلى الباطل، ومن الصدق في المقال إلى الكذب، ومن
الجميل في الفعل إلى القبيح.
ومنه قوله تعالى: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ [الذاريات/ 9] ، فَأَنَّى
تُؤْفَكُونَ [الأنعام/ 95] .
وقوله تعالى: أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا [الأحقاف/ 22] ،
فاستعملوا الإفك في ذلك لمّا اعتقدوا أنّ ذلك صرف من الحق إلى الباطل، فاستعمل ذلك
في الكذب لما قلنا.
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [النور/ 11] ، وقال: لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية/
7].
والأَفَّاك: الَّذِي يَأْفِكُ النَّاسَ أَي
يَصُدُّهُمْ عَنِ الْحَقِّ بِبَاطِلِهِ.
والمُؤْتفِكات: مَدائن لُوطٍ، عَلَى
نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانقلابها
بالخَسْف. قال تَعَالَى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى [النجم/ 53]
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمُؤْتَفِكاتِ
أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ
قال الزَّجَّاجُ: المؤْتفكات جَمْعُ مُؤْتَفِكة، ائْتَفَكَتْ بِهِمُ الأَرض
أَي انْقَلَبَتْ. يُقَالُ: إِنهم جَمْعُ مَنْ أَهلك كَمَا يُقَالُ لِلْهَالِكِ
قَدِ انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا.
الفرق بين الكذب والافك:
أن الكذب اسم موضوع للخبر الذي لا مخبر له على ما هو به، وسواء كان الكذب
فاحش القبح أو غير فاحش القبح، والافك هو الكذب الفاحش القبح مثل الكذب على الله
ورسوله أو على القرآن ومثل قذف المحصنة وغير ذلك مما يفحش قبحه وجاء في القرآن على
هذا الوجه قال الله تعالى " ويل لكل أفاك أثيم " وقوله تعالى " إن الذين جاءوا بالافك عصبه
منكم " ويقال للرجل إذا أخبر عن كون
زيد في الدار وزيد في السوق إنه كذب ولا يقال إفك حتى يكذب كذبة يفحش قبحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق