هنيئا لكِ !
أيتها الاخت المسلمة يا من ارتديت الحجاب الذي أمر الله به ورضيه لك فاستجبت لأمره ورضيت به هنيئا لكِ!
إني لأزداد فرحا و غبطة حين أراك تجهرين بالطاعة لله دون خوف ولا وجل من ألسنة الناس، ولا من هواجس النفس ولا وساوس الشيطان.
وأبشرك أيتها الصالحة بأنك قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله ، وأنك لا تطئين موطئا الا كتب لك به أجر بإذن الله وأن أجرك أعظم من أجر الرجال ما خرجت مضطرة من بيتك تتحملين حر الصيف وظلمة الشتاء تحت حجابك عفيفة مصونة راضية مرضية.
وأبشرك بأنك من المجاهدات في سبيل الله !
أتعلمين لماذا ؟
لأنك بطاعتك لربك قد غلبت عدوین :
الأول : النفس الأمارة بالسوء، فكم من نفس ثقل عليها الحجاب فتجاوزته بل ربما بحثت عن المسوغات والأعذار لتركه، وكم من نفس لوامة تلوم صاحبتها على ترك الحجاب ولكنها لضعفها ما استطاعت أن تنتصر لصوت الحق المنبعث من داخلها وما استطاعت أن تخضع لأمر ربها فغرها العمر وسوفت وماطلت حتى عجزت عن الوفاء بوعودها لربها ولنفسها، عسى الله أن يهدي نساء المسلمين جميعاً !
واعلمي يا أختاه أن النفس الدُّ أعداء الإنسان، كما جاء في الأثر : "أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك" فمن استطاع التغلب عليها فقد أفلح وأنجح وفاز، قال الله تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) .. وقال سبحانه : ( وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) فهنيئا لك جنان ربك فهي ليست جنة واحدة بل قال سبحانه ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قال بعض أهل العلم : جنتان : جنة في الدنيا، يجد بها المسلم راحة وطمأنينة وسعادة في قلبه وحياته وجنة إذا انقلب إلى ربه، فهنيئا لك !
ومجاهدة النفس من أعظم الطاعات وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهاد الأكبر.
العدو الثاني : الشيطان، سواء كان من شياطين الجن أم شياطين الإنس فكلاهما سيان، وهما عدو للانسان كما قال الله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) ووصف شياطين الأنس بقوله: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) فكل تردد وكل وسوسة ترهبك وتحذرك من التزام الحق والسير في مسالكه فانما هي من الشيطان ، ولا شيء أصعب على الشيطان من أن يرى المسلم والمسلمة ملتزمين بمبادئ دينهم مستقيمين على شريعته، وقد غلبتِه أنتِ بدعائك واستغاثتك بالله حتى نِلتِ الظفر فقصمت ظهره، وانتصرت عليه وعلى حزبه فزاد بك أهل الحق ونقص منك أهل الباطل فهنيئا لك ! ودعائي لك بالثبات على طريق الحق والعفة والفضيلة والصلاح، واعلمي أنك لست وحدك على هذا الطريق فقد سبقك إليه ثلة مباركة من سلف هذه الأمة من القرون الثلاثة من أمهات المؤمنين والصحابيات الكريمات والتابعات لهن بإحسان إلى يوم الدين هؤلاء اللاتي تمثلن قوله تعالى : (ولباس التقوى ذلك خير ) فعشن عليه ومُتن عليه ...
وفقك الله وحفظك وثبتك وأقر عينك في الدنيا والآخرة، فسيري أختاه على درب الفضيلة والله يرعاك ويتولاك ولا تأمني النفس والشيطان فهما لن يتركاك ما دمت حية واسألي الله الهداية دائما والثبات على دينه فبتوفيقه وعونه نهتدي وبه نثبت فهو الذي ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ). والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق