غاية الصيام بعد الاستجابة لأمر الله تحقيق التقوى بترك المعاصي التي يقوى عليها الإنسان بالطعام والشراب فإذا ترك شهوة الطعام والشراب وسائر المفطرات ضعف جسمه عن تلك المعاصي وقلة رغبته فيها، فإذا أتم الشهر طوَّعَ الجسد وقويت سيطرته عليه فاعتاد مخالفة النفس والهوى فرقَّ قلبُه وتهذبت طباعه ليستديم العمل الصالح بعد شهر الصيام ويستصحب التوبة من المعاصي قال الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله:
إن الذي يجب عنه الصوم هو: المعاصي، يجب أن يصوم الإنسان عن المعاصي ؛ لأن هذا هو المقصود الأول في الصوم ؛ لقول الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، لم يقل : لعلكم تجوعون ! أو لعلكم تعطشون ! أو لعلكم تمسكون عن الأهل ! لا ، قال : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) , هذا هو المقصود الأول من الصوم .
📚 لقاءات الباب المفتوح ١/١١٦
فحري بالمسلم أن يستغل قدرته في رمضان على مخالفة النفس وترك المعاصي بعون الله ومدده في سائر أيامه بعد رمضان ويعلم أنه قادر عليها فيما بعده إذا صحت نيته واستعان بخالقه، فكل قوة فيه إنما مصدرها عون الله وتوفيقه، وكل ضعف فيه إنما مصدره ترك الاستعانة بالله فيستقوي عليه الشيطان وهو ضعيف، وتغلبه نفسه وهي بين جنبيه، ولما عقد العزم واستعان بالله غلب نفسه وشيطانه، فمن كان لا يقرأ القرآن قبل رمضان صار يقرأ جزءا كل يوم، ومن كان لا يستطيع صيام يومين في الأسبوع صار يصوم كل يوم، ومن كان لا يقرب المساجد إلا في الجمعة صار يصلي التراويح كل يوم.. فهو قادر بإذن الله على كل ذلك سائر السنة.
فاللهم كن لنا عونا على أنفسنا وأمدنا بمددك وتوفيقك، فلا حول ولا قوة إلا بك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق