من مصايد الشيطان التي يقع فيها كثير من الناس أن يقول الإنسان لما أمر الله به أو جاءت به سنة نبيه: هذا خلاف ما عليه الناس، أي أن الناس لا تألف هذا ولا تعتاد العمل به، وكأن فعل الناس هو الحكم على صحة العمل أو بطلانه، وقد ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله خبرا في ذلك عن عبد الله بن الحسن رضي الله عنهما فقال: كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة، قال: فتذاكروا يوماً السنن، فقال رجل كان فى المجلس: ليس العمل على هذا، فقال عبد الله: "أرأيتَ إن كثُرَ الجهالُ، حتى يكونوا هم الحكامَ، أفهم الحجةُ على السنة؟ "، فقال ربيعة: "أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء". إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ١/ ٢٠٧.
وهذا والله جواب مفحم لا أراه يجاوز هذا الزمان الذي ضُيِّعتْ فيه فرائضُ كثيرةٌ ناهيك عن السنن، ولا حجة لمضيعيها إلا فعل الجهال والفسقة والمضلين الذين ارتفعت عقيرتهم وعلا شأنهم وصارت لهم منابر وقنوات يدعون فيها إلى كل إفك وضلال، ويحلون فيها ما حرم الله، ويسلخون الناس من دينهم ومن الاهتداء بهدي نبيهم ﷺ ولا حول ولا قوة إلا بالله. متذرعين بقول فلان أو فلان اتباعا لأهوائهم وكرها لما أنزل ربهم بعدما ضاقت نفوسهم بالحق والفضيلة، فما عادت تنشرح بالإسلام، بل تتحرج منه وتضيق به، ويخشى على هؤلاء أن ينطبق عليهم قول الله ﷻ (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون). الأنعام ١٢٥.
اللهم اشرح صدورنا بالإسلام، واجعلنا طائعين لك، منقادين لشرعك ولسنة نبيك، وأمتنا على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق