إن أمر البدع في الدين خطير جدا، ولا يظنن أحد أن التحذير منها مبالغة في النصح، بل هو خوف على المسلمين من ضلالات يرتكبونها تودي بهم وهم لا يعلمون، وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم شديدي التحذير منها والتنكيل على أصحابها من ذلك ما حكاه ابن العربي عن الزبير بن بكار قال: سمعت مالك بن أنس _إمام دار الهجرة_ وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد _يقصد المسجد النبوي_ فقال: لا تفعل. قال: فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة. فقال: وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها. قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت الله يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم).
قال الشاطبي: وهذه الفتنة التي ذكرها مالك رحمه الله تفسير الآية هي شأن أهل البدع وقاعدتهم التي يؤسسون عليها بنيانهم فإنهم يرون أنما ذكره الله في كتابه وما سنه نبيه صلى الله عليه وسلم دون ما اهتدوا إليه بعقولهم.
الاعتصام 1 /174 .
وهذا هو الخطر العظيم فكل بدعة في الدين سواء كانت قولية عقدية أو فعلية تعبدية إنما بدأت باستحسان صاحب البدعة لها بعقله ورغبة بحسن نية إلى أن يسبق من سلف أو أن يبالغ في العبادة ثم تنتشر البدعة ويزيد عليها كل من استحسنها شيئا جديدا وهكذا حتى تصبح تغييرا لدين الله، وكان السلف الصالح رحمهم الله يقولون : إن كل بدعة جديدة يضيع صاحبها من السنة والدين أكثر منها.
وهذا ما نراه في الواقع فكل أصحاب البدع تجدهم من المضيعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو المفرطين في الفرائض وما جذبتهم البدع إلا بما وافقته من أهوائهم وشهواتهم ولذلك يخشى على أهل البدع من الفتنة والردة، وقد سبق في البدع قوم فمرقوا من الدين وارتد بعضهم وختم لهم بسوء مثل: الخوارج والمرجئة والقدرية والباطنية وغيرهم من أهل البدع.
نسأل الله أن يرحم هذه الأمة ويردها إليه ردا جميلا وأن يحفظنا بالدين ظاهرا وباطنا وأن يختم لنا بخير.
#كل_بدعة_ضلالة
#كل_ضلالة_في_النار
#اتبع_ولا_تبتدع
#السنة
#عقيدة_أهل_السنة_والجماعة
#البدعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق