الخميس، 15 ديسمبر 2022

العمل الصالح لا ينفع صاحبه إذا لم يحقق الإيمان.

العمل الصالح مع الإيمان سبب للسعادة في الدنيا والآخرة والدليل على ذلك قوله تعالى: ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) النحل 97. وقوله تعالى: ( من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) الإسراء 19. والأعمال الصالحة وحدها لا تكفي دون الإيمان والتوحيد، والكفار مهما عملوا من أعمال البر والصلاح فيما يظهر للناس فلن تنفعهم في الآخرة، والدليل على ذلك قوله تعالى: 
(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) النور 39. سراب بأرض فلاة تحسبه من بعيد ماء ينفع العطشى ولكنك إذا جئته لم تجده شيئا، فلا فائدة منه ولا نفع فيه، ودليله أيضا قوله تعالى: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد) إبراهيم 18، وقوله تعالى: ( مثل ما ينفقون في هذه الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم) آل عمران 117. فحتى الإنفاق في وجوه الخير من الكفار على المحتاجين الفقراء والمساكين وما تفعله شخصيات كافرة معروفة من سياسيين وفنانين ومشاهير ببذل الأموال للجمعيات التي تسمى خيرية وأكثرها في الحقيقة تنصيرية تبشيرية أو جمعيات يتهرب أصحابها من دفع الضرائب للحكومات في بلدانهم فهذا كله لا ينفع أصحابه ما داموا لم يحققوا الإيمان الكامل بالله تعالى وبالإسلام، وأعمالهم الصالحه كلها لن تنفعهم يوم القيامة وإنما جزاؤهم عليها _إن كانوا صادقين_ في الدنيا ينالونها مدحا وحمدا وثناء من الناس وصحة وعافية ينالونها في أبدانهم وأجسامهم وأما في الآخرة فهي كرماد نثرته الريح؛ لقوله تعالى: ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) الفرقان 23. ويستوي في هذا المسمى من كان كافرا أصليا أو مسلما مرتدا سواء علم أم لم يعلم، لأن بعض المسلمين يأتون بأعمال الكفر وهم لا يعلمون كمن يجحد بعض أركان الإسلام من صلاة أو صيام أو زكاة أو حج أو يستهزئ بشيء منها أو بشيء من كتاب الله أو سنه نبيه أو يلقي بعض صفات الألوهية على المخلوقين أحياء أو أمواتا كمظنة إجابة الدعاء من الأموات أو قدرتهم على التصرف في الكون أو صرف الدعاء إليهم أو موالاة الكافرين وما شابه ذلك من نواقض الإسلام المعروفة فيرتد عن الإسلام وهو لا يعلم، ومع هذا يأتي ببعض الأعمال الصالحة ويظن أنه يؤجر عليها أو هكذا ينظر إليه الناس وهو في الحقيقة مرتد كافر حسابه كحساب الكافرين لا يقبل منه عدل ولا صرف وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين. نسال الله العفو والعافية وحسن الختام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعطش للدماء!

ما يقوم به الكيان الصـ8ـيـ9ني من وحشية مفرطة في القتل، والتدمير، وسفك الدماء، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية، إنما هو الوجه الحقيقي له و...